طفلك مش نسخة منك.. سيبيه يختار

فاكرة أول مرة طفلك قالك “مش عايز أعمل كده”؟
مش عايز يلعب اللي إخواته بيلعبوه، ولا يلبس اللي إنتي شايفاه حلو، ولا يمشي في طريق كنتي حاطاه في بالك من هو عنده ٣ سنين؟

رد فعلك وقتها كان إيه؟
أوقات بنزعق، أوقات بنتفاجئ، وأوقات بنحاول نرجّعه “للطريق الصح بس الطريق الصح لمين؟ لينا ولا ليه؟

أنا قابلت أطفال كتير في شغلي، وكل مرة بحس إن جزء كبير من المشكلة إننا “فاكرين إن الطفل لازم يكون شبهنا نفس الطموحات، نفس الطباع، نفس القرارات

بس الحقيقة إن طفلك مش امتداد ليكي

الطفل كائن مستقل
له طريقة تفكير مختلفة، وإحساس مختلف، وذوق مختلف كمان
اختلافه مش نقص ولا تمرد. ده شيء طبيعي وصحي

كان عندي أم مصرّة إن ابنها ياخد كورسات ذكاء، لأنه زمان كان بيحب الحساب
لكن الولد نفسه كان عايز يتعلم رسم وجرافيك
عارفة هو قاللي إيه؟
“أنا مش فاشل.. بس دي مش الحاجات اللي بحبها زي ماما

الكلمة دي خبطتني، لأنه فعلاً مش فاشل
هو بس مختلف، ومش لاقي حد يسمعه

دورنا كأمهات ومدربين

نسمعهم بجد

نسأل أسئلة تساعدهم يكتشفوا نفسهم

ما نفرضش اختياراتنا عليهم ونقول “إحنا بنفهم أكتر

نحترم حقهم في الغلط والتجربة

كل مرة بندي فيها الطفل مساحة يختار، إحنا بندّيله ثقة
بنعلمه إن رأيه مهم، وإنه يقدر يكوّن شخصية مستقلة، مش مجرد نسخة من اللي حواليه

والنتيجة؟

الطفل اللي بيختار، بيتحمل مسؤولية اختياراته
وبيحترم اختيارات غيره
وبيكبر وهو عارف هو مين، مش تايه في محاولة يرضي مين

في النهاية، خليني أقولك
ابنك مش مشروعك الناقص، ولا حلمك المؤجل
هو شخص ليه صوت، وليه ملامح، وليه طريق خاص بيه

ساعديه يمشي طريقه، مش طريقك

بقلم: حسناء رجب
مدربة ومشرفة تدريب لبناء شخصية الأطفال والمراهقين

اكاديمية فريد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *